” لقد دعمني أصدقائي ودعمني أهلي ووالدي ، لذلك وصلت إلى هذه المرحلة من النجاح و …” أغلقت جهازي قاطعة بذلك حديث أحد المشاهير في كلامه عن النجاح، وغرقت في صمتي، تمسكت أكثر بقناعتي حول أنه ليس من الضروري أن أكون مدعوما من قبل أي مخلوق كي أنجح، إضافة إلى فلسفتي الخاصه إزاء مفهوم النجاح بحد ذاته، حسنا! في الحقيقة انا أحترم كل أولئك الناجحين المدعومين، ولايختلف اثوان أن هذا يعدُّ نجاحًا، إلا أنني ومن وجهة نظر خاصة جدًا، أرى أن النجاح الحقيقي هو الذي يأتي دون دعم من الآخرين، النجاح الذي يأتي بعد المشقة والألم والبكاء والسقوط، فرق بين أن تنجح لأن سبل النجاح وُفِّرت لك، ذلك أمر هين والجميع قادر عليه؛ تقريبا جميعنا مر بشئ من هذا النجاح وإن أختلفت المستويات والمسميات، وفرقٌ بين أن تصنع نجاحك من لاشئ، أن تكون وحيدا فتصنع عالمك، ومكسورًا فتجبر نفسك بنفسك، أن تبكي فلا أحد يمسح دمعك إلا أنت، أن تنهار في لحظة ما فلا أحد يربت كتفك، أن تتكئ على ذاتك في المقام الأول، أن تثق ثقة مطلقة أن مامن مخلوق سيأخذ بيدك نحو القمة، ثم تنهض، تتعلم، تدرس، تقرأ، تكتب، تبحث، أن يكون جهدك ذاتيًا بحتًا مقرونا بمعية الله، تمر بصدمات عنيفة فتخرج وقد صرت أكثر صلابة، أن تُطعَن في ظهرك فتخيط جروحك وتجفف نزفك بنفسك، أن يكون الجميع حولك ولكن لتثبيطك!، وأن تعيش حربا مع كل المحيطين من أجل الوصول لهدفك، أن تموت ثم تحيا ثم تموت ثم تحيا ثم لم يعد يخيفك الموت فيتنحى جانبا ويدع لك طريق المجد.

بقلم/ عزيزة الدوسري.

Share on facebook
مشاركة
Share on twitter
مشاركة
Share on linkedin
مشاركة

التعليقات :

59 فكرة عن “استثمار الألم!”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أحدث المقالات

اشترك في النشرة البريدية

مجلة إعلامية تقدم محتوى هادف لتنمية ثقافة المجتمع وتعزيز الفنون وتبني الموهبة في بيئة تطوعية.

تواصل معنا

feslmalhdf@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة لموقع سلم الهدف © 2020

تواصل معنا

عبق إيماني

فن